كثر الحديث فى الفترة الاخيرة عن مرض جنون البقر وعن خطر تواجده أو أنتشاره فى مصر أو أى من البلاد المحيطة بنا و كاد أن يصبح هذا الموضوع قضية ساخنة تشغل بال المواطنيين و تضيف هما جديدا الى همومهم خاصة و الموضوع يتعلق مباشرة بحياتهم اليومية و حياة كل أسرة فى تناول اللحوم ومنتجاتها
لنتذكر فقد تنفع الذكرى فى أوائل عام 1988 أكتشف فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى ( ج ) و كان عدد الحالات المصابة بة لا يزيد عن 50 حالة فى العالم كلة و الان بعد مايقل عن 15 عاما يوجد فى مصر وحدها الان ما لا يقل عن 13 مليون مريض و حامل للمرض ( 19 % من مجموع السكان )
و فى نهاية نفس العام أيضا 1988 كان عدد الحالات المصابة بمرض الايدز لا يزيد عن 15 حالة فى أوروبا و الان يوجد فى العالم 30 مليون مصاب بهذا المرض و يوجد أيضا 2 مليون طفل مصاب توارثوا المرض عن أمهاتهم و يصاب بهذا المرض 16 ألف مريض يوميا الان و هذه ليست أرقامنا بل أرقام تقرير منظمة الصحة العالمية عن عام 1998
و قضية جنون البقر مثارة الان ليس فى مصر وحدها بل فى مختلف أنحاء العالم و قد أدلى كل ذى علم بدلوه فى القضية فنرى كل يوم مجموعة من كبار الاطباء و البيطريين و مسئولى وزارة الصحة و الزراعة نراهم يؤكدون بما لا يدع مجالا للشك بخلو البلاد تماما من المرض أو مسبباتة و ينصحون الناس بالاقبال على تناول اللحوم و مصنعاتها و مشتقاتها دون خوف أو تردد رغم أنهم جميعا حرموها على أنفسهم و أبنائهم و أقاربهم
و فى الحقيقة فأن الموضوع محير و يسبب أرتباكا للعلماء و المتخصصون أكثر من عامة الناس ذلك لغياب القاعدة العلمية و المعلوماتية الكاملة عن هذا المرض و حقيقتة نتيجة لحداثة المرض و سرعة أنتشاره فى السنوات الاخيرة بين قطعان الماشية و أنتقالة للانسان . لو رجعنا الى المراجع الطبية فى هذا الموضوع نجد أن مرض جنون البقر يقع تحت مصنف يسمى ( ألتهابات المخ الاسفنجية المعدية ) و هى عبارة عن ثلاث أمراض أولها مرض جاكوب و متلازمة جورستمان – شتروسلر – شنيكير و أخرها حتى الان مرض كورو
و هو أشهرها. و هذة الامراض الثلاثة تسبب ألتهابات حادة فى المخ و النخاع الشوكى و تحول المخ ألى نسيج أسفنجى يفقد وظائفه و يموت المريض خلال فترة قصيرة رغم طول فترة الحصانة للمرض و التى قد تبلغ أكثر من عشر سنوات و هذه الامراض يسجل منها كل عام حالة و احدة فى كل مليون نسمة و قد ظلت هذة المجموعة من الامراض محيرة للعلماء رغم ندرتها لعدم معرفة المسبب الرئيسى للمرض
و الذى تمكن العلماء فى السنوات الاخيرة من التعرف علية و أطلق علية أسم ( البريون ) و هم\و نوع من البروتينات البسيطة التركيب و لايحتوى على أحماض نووية معقدة كالفيروسات و لكنة يقاوم كل أنواع التعقيم المعروفة حتى الان حتى بأستخدام لأشعة جاما فى محاولة القضاء عليه. و يقوم هذا البريون عند دخوله جسم الانسان أو الحيوان و بعد فترة حصانة طويلة يقوم بتحويل بعض التفاعلات الكيمائية للأحماض الامينية الى أشكال متحورة جديدة تؤدى الى حدوث المرض
و قد كانت هذة الامراض تنقل الى الانسان عن طريق أستخدام أدوية أو امصال يستخدم فى تصنيعها مخ الحيوانات مثل هرمون النمو المستخلص من الغدة أسفل المخية أو بعض الامصال المصنعة من نفس المادة أو بعض الجراحات النادرة في المخ او عن طريق ترقيع قرنية العين من مصادر غير بشرية و لكن فى السنولت الاخيرة ظهر البريون فى الماشية فى أنجلترا و ايرلاندا نتيجة لأستخدام مخلفات الحيوان مثل العظام و المخ و الجلد فى علف الحيوان بدلا من الاعشاب الطبيعية و ذلك لتأثيرها الجيد عل أنتاجية الحيوان من اللحم و اللبن الذى أرتفع بنسبة تزيد عن 20% مما أدى الى أندفاع معظم مربى الماشية فى العالم ألى أستخدام نفس الاسلوب بل و تسابقوا على أستيراد أضافات الاعلاف لتحسين أتاجيتهم رغم أحتمالية تلوثها بهذا المرض . و رغم ظهور المرض فى أنجلترا ألا انها تكتمت الامر – يعلم الله وحدة كم من السنوات قبل أن يفتضح أمرها - لتتمكن من بيع منتجاتها من الابقار لمواطنيها و للعالم أجمع و بدأت الكارثة فى الظهور فر أوروبا و بعض بقاع المعمورة و ظهر المرض فى الانسان على شكل صورة معدلة من مرض جاكوب و مرض كورو و أدى الى حدوث الوفيات فى هذة البلاد
السؤال الان الذى يحتاج الى أجابة و اضحة هل نتناول اللحوم و منتجاتها أم لا !؟؟ و الامانة العلمية تلزمنا أن نجيب صراحة بأنة لا يمكن الجزم بوجود أو عدم وجود المرض بصورة قاطعة ذلك للاسباب التالية أ- عدم وجود قاعدة علمية و معلوماتية كاملة عن المرض أو المسبب ( البريون ) أو طرق أنتشاره أو خصائصة الكيمائية و البيولوجية خاصة مع طول فترة حصانة المرض ب -لا يوجد ضمان أن مصر لم يدخل فيها خلال السنوات الخمسة الماضية أى لحوم مجمدة أو حية أو مشتقات لحوم أو لحوم مصنعة ملوثة بالمرض كذلك لا يوجد ضمان بأننا لم نستورد فى السنوات الماضية أضفات أعلاف ملوثة علما بأنة لا توجد لدينا أو لدى أى بلد فى العالم وسائل معملية أو علمية للتعرف على المرض ( ملحوظة:قيمة واردتنا من هذة الاصناف يتخطى ال 6 مليار دولار فى السنوات الخمسة الماضية ! ) ج- تضارب المصالح الاقتصادية فى الموضوع بشدة مما أدى ألى أخفاء الكثير من الحقائق و المعلومات عن شعوب العالم الثالث بينما نجد أن بلاد مثل أمريكا و كندا تتخذ منذ أكثر من خمس سنوات أجراءات صارمة لا هوادة فيها لمتابعة المرض وضمان عدم دخوله فى بلادها مهما كانت الخسارة الاقتصادية التى تتسبب فيها هذة الاجراءات. د- الادعاء بأن التركيب الجينى للجاموس و الاغنام فى مصر لا يتقبل أصابتها بالبريون لا أساس علمى لة لانة ببساطة أذا كان الانسان أصيب بالمرض فما الذى أعطى الحيوانات فى مصر هذة المناعة ؟؟!!
و ما هو الضمان على عدم أستخدام أضفات أعلاف ملوثة فى السنوات الاخيرة ما نستطيع أن ننصح بة الناس و نحن مطمننون الضمير الان هو التالى أ- عدم أستخدام أى لحوم مستوردة سواء مجمدة أو حية أيا كان مصدرها ب- عدم تناول أى لحوم مصنعة ( هامبرجر – لانشون – بسطرمة ألخ...) لأن جميع اللحوم المستخدمة فى تصنيعها مستوردة بلاأستثناء و البريون المسبب للمرض لا يموت بأى وسيلة للحفظ أو التعقيم أو الطهى معروفة حتى الان ج- عدم تناول أى لحوم أو منتجاتها فى المطاعم فى مصر أو خارجها حتى فى أرقى المطاعم لأن هذة اللحوم كلها مستوردة و لا يوجد ضمان لعدم تلوثها د- الحرص عند تناول اللحوم البلدية ( الضأن و البتلو فقط حتى الان و لحين أشعار أخر!! ) و الطريقة المثلى فى رأيي هى أستخدام اللحوم البيضاء فقط ( كل أنواع الطيور – الارانب – الاسماك ) و نقولها صراحة للمسئولين و العلماء و رجال الاعلام أتقوا الله فى أنفسكم و فى شعوبكم فقد يكون أول المصابيين بهذا المرض بعد عشر سنوات أحد أبنائكم أو أحفادكم !!. |
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة