جرينلاند «الأرض الخضراء»
أكبر جزر العالم وأكثرها غموضًا، سكنها الانسان منذ حقبة ما قبل التاريخ وهي اليوم «أرض خضراء» تزينها حلة بيضاء على مدار السنة. إنها جزيرة غرينلاند المرتبطة جغرافيا بالقطب الشمالي لكنها تاريخيا وثقافيا وحضاريا أوروبية بامتياز.موقعها
تقع بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي شرق أرخبيل القطب الشمالي الكندي، وتعتبر أكبر جزيرة في العالم إذ تتعدى مساحتها مليونين ومئة كيلومتر مربع. وغرينلاند التي يعني اسمها «الأرض الخضراء»، كانت حتى وقت ليس ببعيد أحد أقاليم الدانمرك رغم أنها تعد جغرافيًا جزءًا من أميركا الشمالية خصوصا وأنها تبعد حوالي 2000 كيلومتر عن المحيط الأطلسي، ونحو 16 كيلومترا عن كندا. ومعروف أنها أكبر من الدانمرك بحوالي 50 مرة، لكن الأخيرة تفوقها في عدد السكان 95 مرة.
أراضي غرينلاند تتكون من هضبة داخلية منخفضة تحيط بها جبال ساحلية وتغطيها طبقة من الجليد تتراوح سماكتها ما بين 1,6 و3,2 كيلومترات. أما أعلى نقطة في الجزيرة فيصل ارتفاعها الى 3,700 متر، وتقع شرق الغطاء الجليدي. مناخها شديد البرودة، إلا أنه أصبح تدريجيا يميل إلى الدفء منذ مطلع القرن العشرين. معدل الحرارة يصل الى 47 درجة مئوية تحت الصفر في شهر شباط (فبراير) ويرتفع الى درجة أقصاها 11 درجة مئوية تحت الصفر في شهر تموز (يوليو)، وقد سجلت أدنى درجة حرارة في العام 1954 حين وصلت الى 66 درجة تحت الصفر. أما في الشاطئ الجنوبي فالمناخ أكثر دفئاً إذ قد تصل الحرارة إلى 8 درجات مئوية تحت الصفر في شهر شباط (فبراير) وحوالي 10 درجات في شهر تموز (يوليو). ومعظم أراضي الجزيرة تتعرض لشمس ساطعة في الصيف لمدة 24 ساعة، فيما تحتجب تمامًا في الشتاء. الا أن دراسة أجرتها الأمم المتحدة في العام 2006 أفادت أن التغيرات المناخية باتت تشكل خطراً وتهديداً كبيرين على ثلوج الجزيرة، متوقعة أن تخلو من الثلوج مع حلول العام 2100 خصوصا إذا ما استمرت درجات الحرارة في الارتفاع ثلاث درجات سنويا.
- أفادت دراسة أجرتها الأمم المتحدة في 2006 أن التغيرات المناخية باتت تشكل خطراً وتهديداً كبيرين على ثلوج جرين لاند، فمن المحتمل ألا يكون في جرين لاند أي ثلوج عام 2100 في حالة ارتفاع درجات الحرارة هناك إلى ثلاث درجات بالفعل
- تعتمد الجزيرة لغتين اساسيتين هما الغرينلاندية، أكثر لغات الاسكيمو انتشارا، والدانمركية، الا أن معظم السكان (حوالي 50.000 نسمة) يتحدثون باللغة الغرينلاندية فقط، التي أصبحت اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد منذ حزيرلن (يونيو) 2009، رغم أن اللغة الدانمركية مازالت حتى الآن لغة التعليم العالي في الجزيرة. أما بالنسبة الى الإنكليزية، فيمكن اعتبارها اللغة الأجنبية الثانية المتحدث بها، ومعروف أن جميع سكان غرينلاند يتقنون القراءة والكتابة.
اقتصاد غرينلاند
يعتمد على صادرات الأسماك ومشتقاتها، وهي أكبر مصادر الدخل. وقد استؤنفت مؤخرا عمليات التنقيب عن النفط والغاز والمعادن، إلا أنه لا يمكن البدء في إنتاج النفط فعليا إلا بعد سنوات عدة. كما أن نشاط استخراج المعادن في انتعاش ويشمل استخراج اليورانيوم، الألمنيوم، النيكل، البلاتين، التيتانيوم والنحاس. القطاع العام هو المهمين تقريبا على اقتصاد الجزيرة، علما أن حوالي نصف مدخول الحكومة هو عبارة عن مساعدة تأتي من حكومة الدانمارك.
كرة القدم هي الرياضة الوطنية والأكثر شعبية في غرينلاند، لكن بسبب الظروف المناخية الباردة لا يمكن اعتماد أراضي ملاعبها لإقامة المباريات الدولية.
وسائل النقل المعتمدة في الجزيرة
أما بالنسبة الى، فالنقل الجوي هو الوسيلة الأكثر شيوعا، إذ تربط حركة النقل الجوي بين مختلف مدن غرينلاند التي تغيب الطرقات البرية عنها بسبب طبيعة الارض والمناخ معا، لذلك عمد السكان الى استخدام مزلجة الكلاب، خصوصا وأنه يمكن لفريق الكلاب سحب المزلجة مسافة 65 كيلومترا أو أكثر. النقل البحري أيضا شبه غائب عن الجزيرة اذ تنظم رحلة واحدة في الاسبوع تستغرق 80 ساعة في الاتجاه الواحد، ما يقلل من فرص استخدامه.
السياحة في غرينلاند تقتصر على الكنديين وبعض سكان اميركا الشمالية وأوروبا وخصوصا الدانمركيين والنرويجيين من الذين يستطيعون التأقلم مع المناخ البارد. ومازالت نسبة كبيرة من سكان الجزيرة تتحدر من سلالة الاسكيمو أو السكان الاصليين فيما يتوزع السكان الاخرون بين دانمركيين جاءوا بحثا عن فرص عمل وسلالات مختلطة من السكان الاصليين والدانمركيين. أما ثقافة الجزيرة فهي انعكاس لحياة سكانها الأصليين وحضارتهم، خصوصا في المجال الفني كالرسم مثلا. وغالبا ما يستخدم العاج المستخرج من حوت العنبر وسيلة للنحت ما أثار حفيظة المدافعين عن حيتان البحر الذين حاولوا منع السكان من اصطيادها واستغلالها لكن من دون جدوى. ثأثير الاسكيمو يبدو جليا أيضًا في الموسيقى التي شهدت تطورا ملحوظا في العقود الاخيرة بعدما أدخلت موسيقتي الروك والهيب هوب الى الجزيرة، فتشكلت الكثير من الفرق الموسيقية المحلية التي لم تعرف انتشارا أوروبيا أو حتى أميركيا، وحتى الآن مازال سيمون لينغ المغني الغرينلاندي الوحيد الذي ينشر له البوم غنائي خارج الجزيرة وتحديدا في المملكة المتحدة والذي يشارك في مهرجان أوروبي في المملكة المتحدة أيضًا.
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة