أحدث المواضيع

مؤتمر جنيف 2 تحت المجهر

مؤتمر جنيف 2 تحت المجهر

اتعجب هنا من جدوى مواصلة المفاوضات في العاشر من شباط الجاري بحسب ما أعلن عنه الابراهيمي في جولة مفاوضات ثانية فيما يصر النظام وعبر تصريحاته الأخيرة على لسان وليد المعلم الذي قال فيها أن من يعتقد أن الحكومة الانتقالية ستحد من صلاحيات الرئيس واهم، ما يدل على أن أي مفاوضات قادمة لن تقدم شيئاَ ملموساً للشعب السوري، لا على المسار الانساني أو السياسي في ظل تواطيء دولي واضح وعدم وجود رغبة في إيجاد حل سياسي يوقف القتل عن طريق ضغوط دبلوماسية على حلفاء دمشق لتقديم تنازلات ولو جزئية.
انتهت الجولة الأولى من مؤتمر جنيف 2 في سويسرا، دون أدنى تقدم على المستويين الإنساني والسياسي، بل أهم ما خرج به المؤتمر بحسب الناطق باسم الائتلاف المعارض لؤي صافي هو إلزام النظام بالتفاوض بعد ثلاثة سنوات من الصراع، فيما بلغت الخلافات ذروتها ولخصها المبعوث الأممي في ست نقاط رئيسية على رأسها عدم الاتفاق على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية.
وفي نظرة عامة على ما دار خلال العشرة أيام من مؤتمر جنيف وفي تقييم بسيط على أبرز ما دار هناك من تشكيلة الوفد الحكومي، وما الرسالة التي أراد توجيهها المجتمع الدولي عبر إعطاء كلا الوفدين الفرصة للإلتقاء والخروج أمام العالم ووسائل الاعلام العربية والعالمية.
جنيف إثنان قدم للنظام السوري فرصة لا تعوض عبر إخراجه من عزلته التي دامت قرابة الثلاث سنوات، للخروج الى العالم وتوجيه خطاب يدغدغ المشاعر ويرسل رسالة مفادها أن النظام في دمشق يحارب الإرهاب، وما عزز ذلك إدراج رجل دين مسيحي ضمن الوفد المفاوض لإفضاء مصداقية أكثر، في خطوة لإظهار النظام على انه حامي الأقليات وأن ما يدور في سوريا ما هو إلا حرب يشنها النظام ضد مجموعات إرهابية.
ولو سلمنا جدلاً بوجود مجموعات إرهابية، ونعتقد جازمين بوجود تلك المجموعات إلا ان الأزمة السورية لا تقتصر على ذلك بل أصل الأمور البحث في أسباب وجود تلك التنظيمات وعلاقة النظام بوجودها وهو المسؤول الأول والأخير عن أمن الدولة السورية وحدودها،
المجتمع الدولي هو الآخر متواطيء وشريك بسفك دم الشعب السوري، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة وروسيا، عبر إعطاء النظام فرصة للظهور إعلامياً وتبييض صفحته أمام العالم حتى بلغ الأمر بخروج بثينة شعبان في مقابلة على قناة السي إن إن الأمريكية لتدافع عن نظامها الذي يقصف حلب ليل نهار بالبراميل المتفجرة بالاضافة الى انشغال وفد النظام بالإدلاء بتصريحات الى القنوات الأجنبية تحديداً عبر أبواق النظام عمران الزعبي وبشار الجعفري ذو الملامح الإيرانية وعدم تقديم أي تسهيلات لدخول المساعدات الانسانية للمدن المحاصرة أو وقف قصف حلب وريف دمشق.
هناك قاسم مشترك لكل التعليقات التي تصدر حاليا عن اجتماع مونترو السويسري الملقب دبلوماسيا بجنيف اثنين، وهو أن هذا الاجتماع يشكل "حوار طرشان" بين أفرقاء سوريين يصعب نظريا على أي مفاوض إيجاد أرضية مشتركة لإطلاق حوار بينهما.
هناك مقاربة أخرى تنظر إلى آليات  الخروج من الأزمة السورية فتصفها وكأنها ضحية لعبة إقليمية خرجت مفاتيحها من أيدي السوريين وأصبحت بأيدي عواصم إقليمية تعبث بالأوضاع السورية وقف أجنداتها الخاصة. وهنا توجَّه أصابع الاتهام إلى المربع التركي ـ الإسرائيلي ـ الإيراني ـ
 من هذا المنطلق يتحول جنيف أثنين إلى محطة دبلوماسية ضرورية تضع اللبنات لهذه اللعبة الإقليمية تحت المجهر، وتجعل لمفاوضات الأروقة بين حاضني الفرقاء السوريين سواء تعلق الأمر بالولايات المتحدة، روسيا أو الاتحاد الأوروبي، الدور الحاسم والمسؤولية الكبرى.

http://health-healng.blogspot.com/

شكرا لتعليقك