الحـبـسـة ( الأفيزيا ) ( السكتة اللغوية ) :
أحد اضطرابات اللغة ( الأفيزيا) والتي تعددت مسمياتها كالحبسة الكلامية أو اضطرابات اللغة ذات المنشأ العصبي و هي اضطراب ينتج عن إصابة لأجزاء الدماغ المختصة باللغة مما يؤدي إلى مشاكل في واحدة أو أكثر من إصدار اللغة أو فهمها أو القراءة أو الكتابة.;;;;;;
تـعـريـفـهـا :
هي اضطراب لغوي راجع الى إصابة دماغية ذات علاقة بمدى انتشار هذه الإصابة في المناطق العصبية اللغوية و غالبا ما تكون راجعة الى إصابة وعائية عصبية AVC .
توجد المراكز المسؤولة عن وظائف اللغة في معظم الناس في الشق الأيسر من الدماغ وهو الشق المسيطر. إن حدوث تلف لمنطقة (بروكا) - وهي منطقة موجودة في النصف الأمامي من الشق الأيسر للدماغ وهي مسؤولة عن إنتاج الكلام- سميت بروكا نسبة إلى العالم الذي اكتشفها- يؤدي إلى تدهور واضطراب في اللغة التعبيرية (Expressive aphasia) وبالتالي عدم قدرة الفرد على إنتاج اللغة.
هناك منطقة أخرى تسمى (فيرنكي) نسبة إلى مكتشفها، وتقع في الفص الصدغي من الشق الدماغي الأيسر. إن إصابة هذه المنطقة يؤدي إلى اضطراب في قدرة الفرد على الاستيعاب (Receptive aphasia).
أسباب الحبسة
١- أسباب لها علاقة بالأوعية الدموية.
ارتفاع ضغط الدم المفاجئ – بعض أمراض ، Stroke مثل السكتة الدماغية
القلب ، نزيف المخ – القصور الحاد في شرايين المخ والانخفاض الحاد في
أكسجين الدم.
٢ - أسباب ليست لها علاقة بالأوعية الدموية:
مثل أورام المخ والتهابات أغشيته، الاصابات في الرأس التي لا تكون
مصحوبة بكسر في الجمجمة فتؤدي الى كدمات دماغية أو نزيف فيه أو
تحت أغشيته.
٣ أسباب دماغية:
مثل الاصابات في الرأس التي يصاحبها كسر في الجمجمة وتمزق لأنسجة
المخ، وما يصحب ذلك من تلف في مناطق الدماغ والأعصاب.
الأعراض الإكلينيكية للحبسة
قد تتخذ اعراض الحبسة أنماطا مختلفة وتشمل: اضطرابات لغوية
تعبيرية واستقبالية ومشكلات سلوكية نفسية.
١- اضطرابات لغوية تعبيرية
- نقص في مجال الذاكرة السمعية أو اللفظية.
نقص في مخزون أو قاموس الألفاظ.
عدم القدرة على ايجاد اللفظ المناسب للموقف أو الجملة المناسبين.
ضعف في طلاقة الحديث
ضعف في متابعة السياق.
خروج ألفاظ أو مقاطع لفظية لا معنى لها.
بطء في الحديث.
خلل في القراءة واضطراب في الكتابة.
صدور كلمات ليست مناسبة الاَّ لمؤثرات سابقة، أي التأخر في الرد على
الاستثارات.
٢ - اضطرابات لغوية استقبالية:
١- صعوبة فهم ما يقوله الآخرون.
٢- فقدان التعرف على المثيرات السمعية
وهنا يستعين « العمى السمعي »
المريض بمراقبة شفاه الآخرين.
٣- اضطراب في فهم الكلام المكتوب.
٤ - فقدان التعرف على المثيرات البصرية (ألفاظ وحروف)
٥- اضطراب في القراءة وصعوبة في فهم معنى الحروف المكتوبة.
٦- صعوبة التعامل مع المسائل الحسابية، نتيجة صعوبة التعرف على
مدلول هذه الأرقام.
٣- أعراض سلوكية ونفسية
١- عدم الثبات الوجداني.
٢- اصدار استجابات غير منظمة وغير ملائمة، نتيجة لعدم تنظيم استقبال
للموقف.
٣ - لا مبالاة بالموقف، وعدم ابداء المواجهة أو الاستجابة للمواقف على
نحو مناسب.
٤- الميل الى الانطواء والاكتئاب نتيجة لانحصار شخصية المريض.
٥ - اضطرابات فكرية وادراكية وبطء في عمليات المريض العقلية.
تشخيص الحبسة
١- فحوص إكلينيكية
يتضمن تشخيص الحبسة اجراءات مختلفة تتدرج من فحوص اكلينيكية
الى استخدام اختبارات نفسية. حيث يبدأ الفحص الاكلينيكي ليشمل تاريخ
المرضى والمقابلة الشخصية، ليتعرف من خلالها المعالج على درجة تعليم
المريض وطبيعة عمله واليد المفضلة في الاستخدام قبل المرض وبعده.
والتعرف على تاريخه المرضي، وكل الأمراض لديه مثل أمراض القلب وضغط
الدم،. ومن ثم التعرف الى بداية مرض الحبسة والاضطرابات والأعراض
المصاحبة. كما يشمل الفحص الاكلينيكي فحص الجهازين الحركي والعصبي
وأعضاء الكلام وحواس السمع والبصر. وقد يستعان بعمل أشعة مقطعية
للمخ، وتخطيط كهربي للمخ، وتصوير الأوعية الدماغية للتأكد من صحة
فسيولوجيا الدماغ.
٢- اختبارات لغوية
ومن ثم يخضع المريض لعدد من الاختبارات لتقييم كفاءة الوظائف
اللغوية، ويتم خلالها تحديد قدراته من حيث القدرة على التعبير الشفهي
ومدى الطلاقة في الاسترسال، وإيجاد اللفظ المناسب والقدرة على الفهم،
والتعرف على الأشكال والصور واستكمال الجمل الناقصة، والتعامل مع
الأرقام وغيرها من مهارات لغوية.
٣- اختبارات الذكاء والإدراك
اتفق معظم المتخصصين على أن هناك تدهورا في نسبة الذكاء يحدث مع
مرضى الحبسة، وعليه للوقوف على مدى قدرات الطفل الإدراكية وذكائه،
للذكاء غير اللفظي « سبيلبرجر » يوصى باستخدام اختبار للذكاء مثل اختبار
وبعض الاختبارات التي تحيط بجوانب القدرة الإدراكية (الإدراك
العلاج :
فمن ناحية يوجد اعتقاد خاطئ لدى بعض أطباء الأعصاب بأنه ما من علاج ناجع للأفيزيا كونها ناتجة عن إصابة في الدماغ و إصابات الدماغ لا تشفى أو أن الأفيزيا قد تتحسن تلقائياً من دون علاج.
ومن ناحية أخرى فإن أخصائيو التأهيل يؤكدون تحسن مرضى الأفيزيا الذين يتلقون علاجاً لغوياً. وفي الحقيقة فإن المراجعة الموضوعية لنتائج الأبحاث في السنوات المنصرمة تبين أن إصابة الدماغ يمكن أن تشفى وهذا مثبت بأدلة علمية قاطعة لا يتسع الموقف لذكرها هنا.
أما عن التحسن التلقائي للأفيزيا فإن الأبحاث دلت على أن المرضى الذين يتلقون علاجاً لغوياً يتحسنون بمقدار الضعف على الأقل مقارنة بالذين لا يتلقون علاجاً و هذا المقدار من التحسن يتضاعف كلما قدم العلاج أسرع أو بشكل مكثف.
نصائح وإرشادات:
عند الحديث مع مريض يعاني من حبسة كلامية، لابد من توفير أجواء خاصة خالية من عوامل التشتت، ومن المفيد التحدث مع المريض ببطء ووضوح. إذا كان المريض يعاني من مشكلة في الاستيعاب، حاول أن تستخدم جمل قصيرة ووقفات قصيرة بين الجمل. حاول أن تستخدم الإشارات ولغة الجسم مقروناً بالكلام لزيادة قدرته على فهم الرسالة، أعطه فرصة كافية للإجابة وإذا أردت الاستفسار عن أمر معين حاول أن تستخدم أسئلة تكون إجاباتها " نعم " أو " لا " أو كلمة مفردة.
تذكر أن المريض الذي يعاني من حبسة كلامية لم يفقد قدراته الذكائية والعقلية وإنما يعاني من مصاعب في التخاطب;;;;;;;;;;;;;
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة