اسرار وكواليس الانقلاب على الرئيس المنتخب مرسي
ما شاهدناه في 30 يونيو وما أعقبه في مصر، لم تكن ثورة شعبية رغم التجييش الكبير الذي حصل، فالكثير من المشاركين لم يكونوا يعرفون لماذا خرجوا، وكثير منهم لأنهم تلقوا أموالا، وبعضهم جذبه المزمار، والتحرش بالنساء، وربما كان ذلك مدبرا منذ البداية. ولم يكن التمرد موقفا لبعض فصائل المعارضة، وإنما مخطط جهنمي، شاركت فيه الفلول، وقوى دولية ترفض قيام نظام مستمد من الشعب ويعبر عن أشواق الأمة.فقد جاءت الأوامر من الكيان الصهيوني، من خلال عدد من رموزه منهم رئيس الاستخبارات الصهيونية الأسبق عاموسيادلين، الذي أعطى الأوامرب" محاصرة مرسي ونزع الشرعية عنه لان اسقاطه سيجفف مصادر الشرور التي تنتظرنا من الربيع العربي".
الفلول لا يمكن أن ينجحوا في التأليب بدون وجود قوى استخبارية محلية ودولية تدعمها، والجيش لا يمكنه القيام بانقلاب بدون ضوء أخضر أمريكي، وبالتالي فإن ما جرى من انقلاب بائس هو تخطيط صهيوني موقع عليه أمريكيا، ، وتنفيذ العسكر والامن والفلول والمعارضة التي تعاملت مع نظام مبارك في السابق وتلقت منه العطايا ومثلت دورالكومبارس.
ما إن ظهرت نتائج الانتخابات في دول الربيع العربي، حتى أعربت الجهات الصهيونية، ودوائرالامبريالية، والدائرين في فلكها من المرتزقة والطابور الخامس، عن خشيتها من تحول هذه الثورات باتجاه تجميع مزق الأمة، وقيام كيان اسلامي في المنطقة يقلب الموازين السابقة رأسا على عقب.واعتبرت في تصريحات محفوظة صوتا وصورة في دول الربيع العربي، بأن إفشال الإسيلاميين قضية حياة أو موت. و"يجب أن نكون ضد الاسلاميين حتى وإن جلبوا التنمية وحولوا البلاد إلى جنة". أي موقف مبدئي ضد الاسلاميين، وليس بسبب مواقفهم أو قراراتهم وما شابه ذلك، فهي مجرد تعلات للتعمية عن الهدف الحقيقي.
وكانت هذه الجهات قد حاولت منع القوى الإسلامية من الصعود إلى سدة الحكم، عبر تمويل الأحزاب التي لا تملك رؤية استراتيجية للتعاون بين دول المنطقة بل لا تؤمن بها، وذلك من خلال كم الشائعات والأكاذيب التي سبقت الانتخابات وأعقبتها والتي تعرضت لها الحركات والاحزاب الاسلامية.
ومع ذلك وصلت القوى الإسلامية للسلطة، فتمت محاصرتها من الداخل والخارج، ( تنفيذا للأوامر الصهيونية ) حيث لم تتلق المساعدات التي يجب أن تتلقاها من الدول لسد ما أحدثه الفساد من بؤر اجتماعية واقتصادية خطيرة.ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تم تجنيد الكثير من أجهزة الدولة الموروثة عن النظام السابق( الإدارة ) لتعطيل منوال التنمية، بل قطع الماء والكهرباء وإحداث خلل في عمليات التزود بالوقود،
كان هم الأعداء الخارجيين، هو منع مصر من كسب استقلالها، وعودتها لدورها الريادي في المنطقة بقيادة اسلامية. وكان هم الكيان الصهيوني إبقاء مصر ضعيفة، ومتهاونة في الشأن الفلسطيني، بل ومتعاونة كما كان الحال في عهد المخلوع حسني مبارك ضد المصالح الفلسطينية وكل ما يتعلق بالأمة. وقد حذر من خروج مصر وتركيا عن بيت الطاعة
رئيس الاستخبارات الصهيونية الجنرال عاموس يادلين
وكان، قد ذكر بعيد الانتخابات أن جهاز الاستخبارات الصهيوني قد "اخترق مصر ودول أخرى من بينها العراق والسودان ولبنان وليبيا وايران وتونس ودول أخرى، وذلك على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية ".وأن هدف الكيان الصهيوني" هو تصعيد التوتر والاحتقام الطائفي والاجتماعي والسياسي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل المجتمع المصري". و" في ليبيا وتونس والمغرب، تم نشر شبكات جمع معلومات قادرة على التأثير السلبي أو الايجابي( وفق المصالح الصهيونية والقوى المتحالفة معها في المنطقة ) في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ".
وزير الخارجية الصهيونية السابقة ،تسيبي ليفني
أما وزير الخارجية الصهيونية السابقة ،تسيبي ليفني، فقد ذكرت في لقاء تلفزيوني،أن السكوت على محمد مرسي، ينطوي على خطورة كبيرة، وتوعدته ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدفع الثمن .وقالت"هناك أشياء غير مقبولة، كل قائد وكل دولة في المنطقة يجب أن يقرروا إما أن يكونوا جزءا من معسكر الارهاب والتطرف،أومعسكر البراغماتية والاعتدال" . وتعني الارهاب والتطرف مناصرة القضية الفلسطينية والوقوف مع الحق الفلسطيني، واسترجاع الأراضي المحتلة . والبراغماتية والاعتدال، تعني الانخراط في المشروع الصهيوني ضد كل أشكال المقاومة والتحرر والوحدة وبناء الأوطان.. وتابعت"وإذا قرر قائد دولة ما مسارا آخر فسيكون هناك ثمنا لهذا" وكان الرئيس محمد مرسي قد أعلن وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني، واستقبل قادة حماس، وزار تركيا وعقد معها حلفا استراتيجيا يكتمل بحلول عام 2023 م وهو ما أغاض الأعداء وطابورهم الخامس في الداخل.
وقد خصصت ليفني جزءا من حيدثها التلفزيوني والموجود على شبكة التواصل الاجتماعي عن تركيا، التي شهدت هي الأخرى مظاهرات سبقت مسرحية الفلول في مصر لكنها فشلت " أعلم أنه عندما أتحدث عن تركيا أوعن أردوغان أوعن الحزب الذي يحتفل الآن بمرور 10 سنوات على نشأته فإني لا أتحدث عن المصالح، بل عن الآيديولوجيا" بمعنى أن الحرص الصهيوني أن لا تكون القائد الذي يتولى السلطة في المنطقة أن لا يكون عقائديا، وبالتحديد اسلاميا، وتلك احدى الأسباب بل السبب الرئيسي في الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي." ليس الامر فقط حول المصالح ( علاقة تركيا بالعالم العربي ) أنا مدركة أن الامر يتعلق أيضا بالآيديولوجيا ، ولا أريد أن أقلل من أهمية الآيديولوجيا، وأعلم أنها جزء من سياسة الحكومة في تركيا، لكني أؤمن أن آخر شئ يجب فعله هوأن نقول، هذه آيديولوجية ولا نستطيع أن ننتصر فيها، ونخسر تركيا ، بينما تركيا تتطرف أكثر".
واضافت لدينا في مصر مرسي الذي يمثل الاخوان المسلمون، وايران تستمر في محاولتها لانجاز قنبلة نووية ، ومع ذلك لا يمكنني أن أقبل فكرة أنه لا يوجد شئ نفعله حيال هذه التغيرات". وخلصت إلى القول"لا أستطيع قبول فكرة أن تقول اسرائيل، حسنا العالم ضدنا ،أردوغان اسلامي ، ولا أمل في أي تغيير. إنه يجب أن نتكاتف سويا، وأن نتحد ضد هؤلاء الذين يعادوننا وأن نفعل شئا.أعتقد أن فكرة لا أمل فكرة خاطئة وأعتقد أنها ليست السياسة المناسبة لدولة اسرائيل، مسؤولية أي حكومة اسرائلية هي العثور على طريقة إعادة تعريف المصالح والعمل المشترك مع الدول الاخرى . من الممكن أن تكون هذه الطريقة علنية أوغير علنية إذا لم يكن هذا ملائم لبعض قادة المنطقة لكن هذه مسؤوليتنا، لان عزلتنا أثناء التغيير الحادث في المنطقة هو أمرلا نطيقه، إننا لا نستطيع أن نشكل مستقبل المنطقة ، لكننا نستطيع أن نؤثر على العلاقات بين اسرائيل ودول المنطقة بما فيها تركيا".
توقيع أمريكي:
وقد جاءت الاستجابة الفورية من واشنطن، وعبرعنها السيناتورمارك كيرك" علمتنا غزة 2006 أن الانتخابات الحرة لا تصنع الديمقراطية !!!!، هناك أوقات عندما يعطي فيها الناس فرصة انتخاب قادة بعض الأحزاب لمرة واحدة تمنحهم الديكتاتورية فرصة واحدة ". بل واستشهد بانتخابات ألمانيا التي أوصلت هتلرإلى السلطة، مساوا بينه وبين القادة الاسلاميين في المنطقة الذين تعرضت شعوبهم لعدوان الغرب ولا زالت ، وقتل أبناؤها في الحربين العالميتين التي أشعلها الغرب نفسه ،. ويواصل" إثر الربيع العربي فإن التفاتنا بعيدا عن هذه المنطقة يشكل خطرا علينا ". وتحدث عن الانتخابات المصرية التي بدأت في 28 نوفمبر 2011 م وتحدث عن ميدان وأعرب عن خشيته من فوز الاخوان، الذين يؤيدون الفلسطنيين والسودانيين ولا يعادون ايران "غالبا ما سيؤدي لنصر انتخابي للاخوان المسلمين ، العناصر الأكثر راديكالية داخل المجتمع المصري، بالرغم من استمرار الانتخابات إلى مارس 2012 فإن التوقعات بفوز الاخوان قد أصبحت حقيقة. تظهر اتجاها مقلقا لهيمنة الاسلاميين على البرلمان المصري، بعد الحديث عن نتائج الانتخابات .. الاخوان فازوا ب 49 في المائة من مجلس الشعب". وتحدث عن شعارات يرفعها الاخوان المسلمون ابتكرها من عنده "يوما ما سنقتل اليهود ، تل أبيب تل أبيب يوم القيامة قد اقترب".تنفيذ العسكروالفلول:
بدأت عملية جمع التواقيع في مصر لحركة تمرد، ولم تقم السلطات باعتقال المروجين لها لمخالفتها للقانون، وتهديدها للامن القومي المصري، وللشرعية الدستورية ؟. أعلنت حركة التمرد عن موعد 30 يونيو، ولم تسبق الحشود المؤيدة للميدان خشية الصدام، وهو ما ستضطر إليه مع الوقت ؟! لم يكن قادة التمرد، هم قادة ثورة 25 يناير؟ فقد اختفى القادة السابقون وحل محلهم الفلول، والمخدوعون ..أطلق الرصاص وقتل من مؤيدي الشرعية ولم يقتل أحد من الفلول في التحرير برصاص الجيش، بل بدا الفلول كما لو كانوا من مؤيدي الجيش، أكثر من كونهم معارضين للزعيم محمد مرسي؟!!! رأينا الجيش والشرطة يوزعون المشروبات على متظاهري التحرير، بينما يقتلون بدم بارد المتظاهرين في رابعة العدوية، وأمام جامعة القاهرة، وغيرها من الميادين.. وقبل الاعلان رسميا عن الانقلاب الذي مهد له بتمرد الفلول، تمت محاصرة المؤيدين للرئيس محمد مرسي، في حين كانت التحيات العسكرية والاستعراضات الجوية تحيي متظاهري التحرير!!!
القوى الدولية الغربية أساسا والولايات المتحدة الأمريكية تحديدا كانت مؤيدة للانقلاب ، والكشف عن فحوى الحوار بين السفيرة الأمريكية والزعيم مرسي تؤكد وقوف واشنطن وراء الانقلاب بكل ثقلها الاستخباراتي وأذرعها العميلة في المنطقة ، وكثير من الدول كانت بياناتها إما منافقة أومتوطئة، فقد كان عليها أن تدين الانقلاب ، وتطالب بعودة الشرعية..وعندما نشاهد فرحا في الكيان الصهيوني، ولدى الفلول، وبعض وسائل الاعلام المصرية وخارج مصر، ندرك ونعرف من هم عملاء المشروع الصهيوني في بلداننا
.الانقلاب على مرسي
لم يكن الانقلاب على الزعيم محمد مرسي، انقلابا على رئيس فاشل، بل هو انقلاب على رئيس يخشى أن ينجح . وهو انقلاب لمنع تجذر المشروع الاسلامي في المنطقة ،
محول الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء ركن الاسئلنة